سامية عبو: النهضة تفضّل الشيطان على التحالف مع التيار الديمقراطي
قالت النائب عن حزب التيار الديمقراطي سامية عبو إنّ المشهد في المجلس النيابي القادم لا يبشر بخير وذلك نظرا لوجود متطرفين وأشخاص تلاحقهم شبهات الفساد وكناطرية (مهربين) ورجال أعمال مورطين في ملفات فساد.
وأضافت في حوار لبرنامج ميدي شو أنّها ليست مطمئنة على وضع البلاد بتركيبة المجلس الجديد الذي أفرزته الإنتخابات. وأشارت إلى وجود مشلكة بين الشعب والأشخاص التي وصلت إلى المجلس وأنّ الناخبين سيكتشفون حقيقة الأشخاص الذين تمّ انتخابهم بعد وصولهم إلى المجلس، حسب قولها.
وأكّدت أنّ شراء الأصوات بات علنيا، مشيرة إلى وجود شبهات قوية حول قيام أحزاب بشراء الأصوات، وذكرت في هذا السياق حزب حركة النهضة ورئيسه راشد الغنوشي.
وإعتبرت أنّه في ظلّ عدم وجود رقابة صارمة على تمويل الأحزاب فإنّ هذا الإشكال سيتواصل مما قد يؤثّر على نتائج الإنتخابات ولو جزئيا، مؤكّدة ضرورة تفعيل جملة من الآليات لتكون الإنتخابات نزيهة.
وفي سؤال يتعلّق بمدى استعداد حزب التيار للمشاركة في الحكم، قالت عبو إنّ حزبها مستعدّ لذلك بالشروط التي سبق أن أعلن عنها وهي توليه حقيبتين سياديتين (الداخلية والعدل) ووزارة الإصلاح الإداري وذلك يدخل ضمن تصوّره للحكم وليس من أجل البحث عن حصص، وفق قولها.
وأوضحت أنّ التيار يطلب ضمانات من النهضة للمشاركة في الحكم تتضمّن شروطا وأنّ الحزب لا يمكن أن يمنحها ثقته بمجرّد إعلانها عن تغيّر توجهاتها وأنّ تلك التوجهات كانت من إكراهات الحكم. وأضافت أنّ الضمانات التي يطلبها التيار الديمقراطي من أجل إنقاذ البلاد وليس من أجل إنقاذ النهضة.

وأشارت إلى أنّ ''منح التيار هذه الوزارات يمثّل الحد الأدنى للتفاوض معهم (النهضة)''، معتبرة أنّ هذه الوزارات كانت طيلة السنوات السابقة مكبّلة لتقدم الدولة .
وأكّدت أنّ التيار الديمقراطي لن يشارك في الحكم إذا لم توافق النهضة على شروطه منها تعيين رئيس حكومة كفئ ومشهود له بالنزاهة.
وأشارت في المقابل إلى أنّ ''النهضة يبدو أنّها متمسكة بترأس الحكومة''، مضيفة، قولها ''النهضة تفضّل أن تشكّل حكومة مع الشيطان وما يكونش التيار الديمقراطي، خاطر ما تنجمش تبيع وتشري معاه'' .
من جهة أخرى، إستبعدت سامية عبو أن يتمّ تكليف يوسف الشاهد بتشكيل الحكومة الجديدة نظرا لتجربته الفاشلة طيلة السنوات الثلاث التي ترأس فيها الحكومة المتخلية، وفق تقديرها.
لقاء التيار بإئتلاف الكرامة
وبخصوص الصور المتداولة حول لقاء قيادات من التيار بقيادات من إئتلاف الكرامة، كشفت سامية عبوّ أنّ هذا اللقاء كان بطلب من ائتلاف الكرامة وهو يدخل ضمن اللقاءات التي جمعته بأحزاب أخرى منها تحيا تونس وحركة النهضة وحركة الشعب.
ووصفت هذه اللقاءات بأنها تدخل ضمن ما عبّرت عنه بإكراهات التفاوض وأبدت تفهمها لغضب البعض من هذه اللقاءات ولكنها أشارت إلى ضرورة الترفع عن بعض المسائل.
وأقرت بأنّ الصورة التي نشرت حول هذا اللقاء تسببت للتيار في إشكال، مطمئنة مناصري الحزب بأنّ التيار هو ضمانة. وأكّدت وجود عدة إختلافات بين التيار وائتلاف الكرامة في الرؤية الإجتماعية والإقتصادية، مثلما يختلف مع النهضة.
وأوضحت أنّ اللقاء تضمّن عدّة مسائل منها موقف إئتلاف الكرامة من اتحاد الشغل والخطاب العنيف للحزب وعلاقتهم بالنهضة. وكشفت أنّ اللقاء تكتيكي بالأساس، مشيرة إلى أنّ الإئتلاف يبدو أنّه مقتنع بتصوّره حزبها.